جلالة الملك .. أدركنا

للمرة الثالثة أخاطب جلاتكم عبر المقالات بعد أن رأيت أن الخرق يتسع والأمور تسير بشكل لا يسر الا العدو. نسير وكأن الأمور حولنا قمر وربيع في نسيان تام لطبول الحرب التي تقرع في الخليج والتي إن وقعت لا قدر الله ستكون نيرانها فوق رؤوسنا. نعم أمورنا ليست صحية حيث نفتقد الحكومة الكفؤة التي تستطيع مجابهة المخاطر فضلا عن تحقيق ما يصبو اليه الناس من انتعاش التجارة وغياب البطالة والعيش الرغيد والسيولة المالية. إنها حكومة تتقن فن التصوير والعلاقات العامة التي لا تسمن ولا تغني من جوع فالرئيس يزور مكان الأضاحي العام الماضي ويتصور معها !! وكنا نود لو أعلن من ذلك المكان عن انخفاض اسعار اللحوم التي لا يستطيع شراءها الفقراء . يزور بيوت الأحداث ليحدثنا عن عواطفه الصادقة مع الأطفال وهو شيء طيب لكن ذلك لا يغير من واقعنا شيئا’ حيث لم يعلن عن برنامج متكامل لحماية الأطفال الذين يسيرون نحو الهاوية في سوق العمالة والهمالة والجريمة !! يوزع رئيس الوزراء الماء والتمر على الإشارات الضوئية وهو عمل في ظاهره الخير لكنه ليس عمل رئيس وزراء بل عمل المحسنين والمتصدقين والجمعيات . أجرى الرئيس تعديلات كان الطامة الكبرى في التعديل الأخير !! (وصار بعض وزرائه يتوعد ويرغي ويزبد ) . لقد ثبت كما يقول المختصون أن الحكومة تعمل بغير هدي قانوني إذ إن أسماء الوزارات ليست مجرد قرارات بل هناك أنظمة صدرت بموجبها قد غفل عنها الرئيس ويعلم القانونيون آليه تغيير الأنظمة بينما الرئيس لا يعلمها !! وماذا يا جلالة الملك عن مجلس النواب الذي يريد أن يطوف العالم ليشرح قضية القدس وكأن المجلس لا يعلم أن كل دول العالم تعرف الصواب ولكنها تسير وفق مصالحها وليس وفق الحق فهل سيسمع العالم من النواب ما يجعل الدول تتخلى عن مصالحها ؟ أم ان مالية المجلس وفيرة ؟ أم ان سفر النواب سيكون على نفقتهم ودون مياومات ؟ وماذا عن الشأن الديني عندنا حيث تصر بعض العقول على تمزيق النسيج الديني الإسلامي بين مذاهب تاريخية بدعوى محاربة الإرهاب وإذ بها تصنعه ، وتحارب التكفير بينما تمارسه فأهل السنة وفق تلك العقول هم الأشاعرة والماتريدية وهو ما نطق به مؤتمر غروزني وما سجل في اعلان جامعة العلوم الإسلامية بخصوص كرسي الإمام السيوطي ، مع علمهم أن هذين المذهبين الذين نحترم قد برزا في القرن الرابع الهجري حيث عاش المسلمون ثلاثة قرون قبل ظهور هذين الإمامين المحترمين.أنهم يعبثون بالصف الديني مع أننا ندعو الى وحدة الصف الوطني للمسلمين والمسيحيين فهل يتسق هذا مع تقسيم صف المسلمين وزرع من يردد ما يريدون في المنابر والاعلام والادارات الدينية ويتم اقصاء واستبعاد كل من لا يرى رأيهم . هذا يتم يا جلالة الملك بعد ان وقف الناس كلهم خلفك في قضية القدس فهل وحدة الصف هي المطلوب أم تقسيم الناس وجعلهم فئات متناحرة وبمنطلقات دينية؟آن لنا يا جلالة الملك أن نوقف المخطئين والعابثين والفاشلين الذين لا يقدرون على القيام بمهامهم ولا يفقهون أننا نعيش في ظروف صعبة لا مجال فيها للعبث.


لخبر على موقع المصدر:“عمون نيوز”