نوفان، فتى المشقّر البهي ..

والنوف هو العلو والارتفاع. لا أعرف شخصا علا مثله؛ في الأخلاق وفي الفكر والكياسة.هو الصديق والأخ والرفيق. نهض بواجب تأطير التشريعات. كانت بوصلة واجبه وطنية خالصة. وكانت في كل أحوالها، تعكس وجهها الوطني أولا، وتحقق التوازن في التشريع وتحفظه من الإختلال.في زمنٍ وَسَمَ التردد فيه مواقف الناس، كان جرىء الطرح لا يخشى في الحق شيئا. يقول كلمته ويصمد؛ مدافعا ومنافحا. وحين يأتيه تشريع غير مكتمل، كان يقف ويشّمر عن ساعديه لتهيئته واكتمال صورته الوطنية. كما لوكان فلاحاً يجمع السنابل من التلال لتكون قمحا وزادا.حظيت بالعمل معه في أوقات جميلة. وزراء في حكومة دولة الدكتور عبد الله النسور، ورئيسا لديوان التشريع إبّان عملي وزيرا للعمل والنقل والسياحة. وما رأيت فيه إلّا فقها قانونيا رفيعا، وفطنة وذكاء . في مجلس الوزراء وتحت قبة البرلمان، حين تتعقد بعض القضايا، ويكون الحديث فيها مدخلا للإنزلاق، كان ينبري للخروج منها بإغلاق قانوني محكم. سلساً ومقنعاً، كثيف المعلومات، قوي الحجة واضح المنطق.هو أحد حرّاثي هذا التراب النبيل. لم يكن ينهي يومه حين يمسي تعباً منهكاً دون أن يلثم وجنتي والدته،، عمل محاميا بارعاً وفي الجامعة أستاذا ثم وزيرا ورئيسا لبيت التشريع الأول. لكنه بقي مثلما عرفه أهله وأصدقاؤه ووطنه، القروي المتواضع الجميل.أحسب أن له شأن كبير كأحد رجال هذا الوطن، أولئك الذين لا يقفون في منتصف الطريق ليعيدوا حسابات البيدر والحقل. حقله الوطن وبيدره وجه الحق وراحة الضمير.يترجّل نوفان اليوم من موقعه؛ كامل البهاء والحضور. يترجّل ليفسح لغيره استئناف الواجب، اكتمال تغليف التشريعات بإطارها الوطني. يعود لنا، للمساءات الدافئة، فاء لنا ظله الظليل، وآب محمّلا كما كان دوما بالبسمة.فَتىً تَمَّ فيهِ ما يَسُرَّ صَديقَهُ..عَلى أَنَّ فيهِ ما يُسيءُ المُعادِيافَتىً كَمُلَت أَخلاقُهُ غَيرَ أَنَّهُ..جَوادٌ فَما يُبقي عَلى المالِ باقِياأهلا بمعاليك. يا فتى المشقّر البهي. أهلا بك بيننا من جديد؛ صديقا ودوداً ، وأردنياً نبيلا….


لخبر على موقع المصدر:“عمون نيوز”