انتخابات الإعادة لبلدية اسطنبول

انطلقت صباح اليوم انتخابات ألإعادة لرآسة بلدية اسطنبول بعد ان قررت اللجنة العليا للانتخابات التركية إعادة هذه الانتخابات رغم ان نتائج التصويت كانت تشير الى تقدم مرشح المعارضة اكرم امام اوغلو بالرغم من الاعتراضات المتعددة والمتتابعة التي تقدم بها حزب العدالة والتنمية والتي تم بموجبها اعادة فرز العديد من الصناديق . وبعد ثلاثة اسابيع من الانتخابات اعلن عن فوز اوغلو ليشتعل غضب اردوغان ويشن هجوماً شديداً على نتائج الانتخابات وعلى مرشح المعارضة . كما طالب حزب العدالة والتنمية بإلغاء الانتخابات في اسطنبول واعادتها . وقد استجابت اللجنة العليا للانتخابات لهذا الطعن وقررت الغاء الانتخابات السابقة والتي يتم اعادتها اليوم والتي يتنافس بها مرشح تحالف الجمهور بن على يلدرم من حزب العدالة والتنمية ، رئيس الوزراء التركي السابق قبل الغاء هذا المنصب ودمج صلاحياته بصلاحيات رئيس الجمهورية التركية بعد الاستفتاء الشعبي الذي جرى في تركيا لهذه الغاية ، والصديق والحليف المقرب لآردوغان . وبين مرشح تحالف الأمة اكرم امام اغلو / عضوا حزب الشعب الجمهوري المعارض . وتعتبر هذه الانتخابات عملية كسر عظم ما بين اردوغان وانصاره من ناحية وانصار مرشح المعارضة من الناحية الآخرى . وبالرغم من ان اردوغان قلل من ظهوره خلال الحملة الانتخابية الحالية لمرشح حزب العدالة والتنمية الا انه قام بشن حرباً شرسة وهجوماً عنيفاً على مرشح المعارضة متهماً له بالتحالف مع الشماعة التركية والتي تعلق عليها كل الخطايا في تركيا الا وهو الداعية الاسلامي فتح الله غولن . كما ان اردوغان استغل حادثة وفاة الرئيس المصري السابق محمد مرسي ليشن حرباً شعواء على الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي ثم ليربط ما بين مرشح المعارضة اكرم اوغلو والسيسي بقوله مخاطباً الجماهير ومشيراً الى الانتخابات التي تجري اليوم هل نقول السيسي ام بن على يلدرم وذلك في محاولة للطعن بمرشح المعارضة وانه لا يختلف عن السيسي بالرغم من انه وبأعتباره رئيساً لتركيا كلها بجميع احزابها وقومياتها كان عليه ان يقف على الحياد وان يترك الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية ومرشحه لهذه الانتخابات . ولم يقتصر الامر على هذا الحد فقد سعى اردوغان واركان حزبه لفتح قنوات اتصال مع زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان والمعتقل في تركيا منذ عام ١٩٩٩ بعد عملية اعتقاله المشهورة، وكما تم السماح له بألإلتقاء بمحاميه وتخفيف بعض ظروف اعتقاله والسمح بزيارته من قبل بعض اقاربه بهدف عزل الناخبين الاكراد والبالغ نسبتهم ١٥٪؜ من مجموع الناخبين في اسطنبول عن مرشح المعارضة اوغلو . وقد نجح هذا المسعى حيث طلب عبدالله اوجلان من اعضاء حزب الشعوب الديمقراطي الكردي الوقوف على الحياد في هذه الانتخابات مما يعني حرمان مرشح المعارضة من مئات الآف الاصوات فيما اذا استجاب الاكراد لطلب اوجلان . كما ان اردوغان وحزبه استطاعوا ان يقنعوا حزب السعادة والذي يبلغ عدد اصواته في اسطنبول مائة الف صوت بعدم التصويت لمرشح المعارضة وذلك تحت تأثير نشر فيديوهات تظهر بعض انصار اوغلو وهم يتناولون المشروبات الروحية اثر اعلان فوزه في الانتخابات السابقة قبل اعلان الغائها . ومن المتوقع ان يمتنع ثمانون الفاً من انصار حزب السعادة عن اعطاء اصواتهم لمرشح المعارضة ولا يعرف فيما اذا كانوا سوف يعطون اصواتهم لمرشح حزب العدالة والتنمية ام لا . وعلى كل حال فأن المنافسة والصراع لا يزال على اشده وان كانت لا زالت بعض استطلاعات الرأي لصالح مرشح المعارضة بفارق طفيف الامر الذي ان حصل ستكون له انعكاسات خطيرة على مستقبل تركيا وعلى حزب العدالة والتنمية وخاصة انه يوجد في اسطنبول ربع الناخبين الاتراك وان هذا سوف يعتبر مؤشراً خطيرا على انخفاض شعبية حزب العدالة والتنمية مع ملاحظة ان نسبة لا بأس بها من الاصوات التي حصل عليها كانت من اصوات الحركة القومية التركية برآسة دولت بهجلي المتحالفة مع حزب العدالة والتنمية . وحتى وفي حال فوز مرشح العدالة والتنمية فأن انعكاسات هذه المعركة الانتخابية سوف تترك اثرها على اردوغان وحزبه والتي تعتبر استفتاءاً على سياسات اردوغان ومدى حقيقة الديمقراطية في تركيا . المراقبون يتوقعون ان لا يقبل اردوغان بنجاح مرشح المعارضة مهما كان الثمن ولو كان الدوس على الديمقراطية . وانا اتوقع نجاح مرشح حزب العدالة والتنمية لأن هذه الانتخابات سوف تدفعهم جميعاً للمشاركة بالتصويت حيث امتنع اربعمائة الفاً من اعضاء الحزب في اسطنبول من المشاركة في الانتخابات السابقة . كما ان الحزب يعتمد على كسب اكبر عدد من اصوات الاتراك الدين لم يشاركوا في التصويت بالانتخابات السابقة والبلغ عددهم حوالى المليون وربع المليون . الساعات القادمة سوف تظهر النتائج ومعها سوف تظهر انعكاسات هذه النتائج على التيارين المشاركين في هذه الانتخابات .


لخبر على موقع المصدر:“عمون نيوز”