من يصنع قلق الاردنيين ومن يعالجه؟!

في المراحل الصعبة والقلقه لا يجوز للدوله ان تغمض عيونها حتى عن بعض التفاصيل التي تجتاح المجتمع ،وبخاصه إذا كانت هذه التفاصيل والأحداث تشكل في مجموعها تعزيزا للقلق او الترقب .في بلادنا اليوم يصل للناس كميات من منتجات صناعه القلق بعضها نتيجه وقائع حقيقيه ينتجها الواقع الاقتصادي الداخلي أو الأداء السياسي الضعيف أو ما تعيشه المنطقه أو توقعات ماهو قادم على الاقليم ،والناس وعلى مدار الساعه تتلقى أخبارا حقيقيه ،وأيضا تتلقى سيلا من الإشاعات والعمل المنهجي القادم من داخل الحدود وخارجها ،ومحصله الأمور الحقيقيه أو الكاذبه إرباك لعقل الأردني والسعي لصناعة قناعه بأن الدوله الاردنيه أنا في خطر لا تستطيع مواجهته أو أنها دوله ضعيفه أو أنها دوله لا تعرف ماهو قادم عليها ،وكل هذه عناوين لاسئله صعبه تجدها في أوساط جزء من المجتمع ونظرات حائره في عيون فئات اخرى .وعندما تختلط الأمور الحقيقيه مع الأقاويل والإشاعات وفي ظل اداره بدائيه من السلطه التنفيذية فإن الأقاويل والأكاذيب يكون لها مكانه الحقائق ، فمنذ شهر تشرين أول من عام 2017 بدأت قصه قانون ضريبة الدخل في الأردن ،وسقطت حكومه هاني الملقي دفاعا عن هذا القانون ،وجاءت الحكومه الحاليه واستخدمت كل ما تملك لتمرير القانون ،ثم يكتشف الأردنييون اليوم ومن خلال تصريحات الحكومه ان السياسه الضريبية التي دفعت الدوله فيها اثمانا سياسيه كبيره وزادت معاناه الناس كانت خاطئه وأنها أدت إلى خفض إيرادات الحكومه ،فتخيلوا كم هو الأثر السياسي على الأردنيين نتيجه هذا ،وكم هي كميه الثقه التي خسرتها الدوله في علاقتها مع الأردنيين في معركه كانت مبنيه على حسابات خاطئه.ربما ان الأوان ان تقوم الدوله بوققه مراجعه عميقه وعلميه وجريئه للواقع الحالي ،وأن يتم حرص كل الاسئله التي يفكر بها الأردنييون أو يتحدثون بها عن الواقع والقادم ،وأن نكون صادقين في مراجعه أدواتنا في اداره المرحله التي قد تكون اصعب من مرحله مواجهتنا التطرف والإرهاب والدم .عبر قرن من عمر الدوله استخدمت الدوله أدوات مختلفه لاداره المراحل القلقه التي مرت بها بما فيها أنواع الرجال ،وفي المراحل التي كانت الدوله فيها تواجه سؤال البقاء من عدمه لم تجد إلا تلك النوعيه التي تؤمن بالدوله الاردنيه وتمارس عملها بنزاهه ورجوله وهو خليط حفظ للأردن بقاءه ،واليوم هنالك أدوات لم تعد قادره على التأثير ،وادوات أصبح مردودها عكسي وسلبي، وهناك مواصفات لطبقات من المسؤلين لا يفعلون اكثر من تمرير الوقت دون ترك أثر إيجابي ،وآخرين وجودهم عبء على الدوله نتيجه ضعفهم أو تجاوزاتهم او الانطباعات الشعبيه عنهم .ان يكون ذهن الأردنيين منظما وصافيا من التشويش وأنواع القلق والخوف هدف كبير للدوله ،وهذا لا يعني ان مشكلاتنا ستنتهي لكن يكون ان نحدد المشكلات الحقيقيه وان نحدد في أدواتها وخطاب الدوله مع الناس ،فلا يجوز ان تبقى نستعمل أدوات وأشخاص وخطاب لم يعد يترك أثرا في اداره المراحل التي نعيشها .


لخبر على موقع المصدر:“عمون نيوز”