(إلى أمهات الشهداء الأبطال في عيد الأم) في عيدكُنَّ ماذا عسايَ أقول لكنّ وقد رَحَلت فلذاتُ أكبادكنّ دونَ وداعٍ؟.في عيدكُنَّ أسألُ مواكبَ شهدائنا الماضينَ عن حليبِ الأمهاتِ الذي جرى في العروق معانيَ للفداء والتضحية والرجولة؟.في عيدكُنَّ أرى الصبرَ وقد تخرّجَ تلميذا في مدارسِ الخنساوات والمريميات.في عيدِكُنّ أكادُ أسمعُ صوتَ الغصّة في قلوبكنّ وأنتنّ تفتقدنَ سماع (ست الحبايب يا حبيبة …. يا رب يخليكي يا أمي) من أفواه أبنائكن الراحلين .لا تثريب عليكنَّ اليوم أيتها النشميات… أيتها النخلات اللواتي توشحن بأرفع وسام (وسام أم الشهيد)، ولبسن تاج العزة والفخار، مَن يعدلكنّ اليوم وقد أصبح كل أبناء الأردن أبنائكن، يقبلون أياديكن وينادون كل واحدة منكن بما تحب أن تسمع: (ست الحبايب يا حبيبة…). شهداؤكنَّ رحلوا من أجل ترابٍ ربيتموهم على حبه وافتدائه، رحلوا تاركين لكنَّ في الأرض إرثًا لا يمحي، وفي السماء مجدًا لا يزول، رحلوا فكانوا مصداق قوله تعالى:{رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}، رحلوا عنكن بأجسادهم فكانت بشراكن الجنة التي وُعدَ الصابرون: {وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وانا اليه راجعون}.في عيدكُنَّ:جزاكنَّ الله عن الوطن خيرا يا أروع نشمياته، وتذكرن دائما أن الوطن حافظ على أمنه ومنعته بهمم أبنائكن وهمم زملائهم، وبضريبة الدم التي دفعوها وسيدفعها من سيأتي بعدهم ، سلام على أرواحهم الطاهرة حين لبوا النداء، وسلام على دمائهم الزكية التي روت أرضنا الطهور فأينعت سوسنا وريحانا، وغدا ستلقونهم في جنات النعيم وقد شفعوا لكنَّ بإذن الله.رحم الله أمي وجميع الأمهات اللواتي غادرن هذه الدنيا الفانية.
لخبر على موقع المصدر:“عموننيوز”