في حظر التجول .. سمعاً وطاعة

في الأزمات نلتحمُ مع موجبات القرار الرسمي، ونقفز عن الاجتهادات ووجهات النظر، ونترك اللوم إلى ما بعد انقشاع الغُمّة، وتقييم التجربة؛ للاستفادة من الدروس والعبر في المستقبل.قرار حظر التجول الذي صدر بموجب امر الدفاع رقم (2) سنداً لأحكام المادة (4/أ) من قانون الدفاع والتي خوّلت رئيس الوزراء بصفته رئيساً للوزراء إصدار أوامر الدفاع وليس بصفته وزيراً للدفاع كما يشاع في بعض وسائل الإعلام؛ لأن القول بخلاف ذلك يشكل انتهاكاً لمبدأ شرعية الاختصاص التي لا يجوز الاجتهاد حيالها.سمعاً وطاعة لقرار حظر التجول الذي يستند لشرعية دستورية وقانونية ويرتبط بقرينة الحرص على السلامة الوطنية وأمن المجتمع، هذا القرار الذي جاء تتويجاً لقرارات سابقة حكيمة ومحترفة؛ أسهمت في تقليل انتشار الوباء وضبط إيقاع حالة العشوائية في الوقائية التي خلت من كثير من عوامل الانضباط والوعي، وبإسناد من قواتنا المسلحة -الجيش العربي- جعل من هذا الجهد حالة من التكامل الوطني يعززها توجيهات حكيمة من جلالة مليكنا المفدى حفظه الله ورعاه.أكثر ما أخشاه أن أي تخفيف لحظر التجول أو إعطاء المواطنين ساعات محددة لقضاء حاجاتهم سيؤدي إلى تفاقم الأزمة بدلاً من احتوائها، ووزارة الصحة تتحمل المسؤولية الوطنية الكاملة حيال ذلك . صحيح أن حظر التجول له تبعات قاسية على الحياة العامة والحريات، ولكن ترك الحبل على الغارب سيؤدي بالتاكيد إلى تفشي الوباء وانهيار النظام الصحي لا قدر الله ، وبالتالي فإن أي رفع لحظر التجول يتوجب أن يخضع للمشورة الصحية وضوابط عدم الاختلاط وبالتناوب إعطاء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والبلديات مهمة تلبية الاحتياجات الضرورية واستمرار الحظر دون انقطاع.ما زالت الأزمة تُدار باسلوب هادئ ومحترف وحكيم، والحكومة تقوم بواجبها على أكمل وجه، وتوزيع المهام أفضى إلى نتائج إيجابية ، والدور الكبير لقواتنا المسلحة الباسلة الجيش العربي درع الوطن الحصين أسهم في تفهم المواطنين لقرار حظر التجول، وإن كنت ما زلت أميل إلى ضرورة استمرار حظر التجول لمدة إسبوعين على الأقل دون انقطاع لتحقيق نتائج ناجزة في احتواء الوباء والسيطرة الكاملة على عوامل تفشّيه.في يوم الكرامة تتجسد كرامة الأردنيين في احترام سيادة القانون وخوض المعركة الوطنية معركة احتواء هذا الوباء اللعين من خلال تفهم تعليمات الحظر وأوامر الدفاع والالتزام بمضامينها، وفي يوم الأم تلك السيدة العظيمة التي تعيد إنتاج الأسرة بحكمتها وحسن تدبيرها وصناعة حالة من اكتمال الرضى في وجدان أبنائها، وإدارة الازمة بصبر وأناة في منزلها ؛ كي تستمر حالة الانضباط والصبر لحالة لم يألفها المجتمع الأردني منذ عقود.التحية كل التحية لنشامى قواتنا المسلحة الباسلة، وأجهزتنا الأمنية، وكوادرنا الصحية وكل العاملين في إدامة المرافق العامة ؛ فالوطن يستحق منا التضحية والانصياع للأوامر والتعليمات الصادرة من مراجعها القانونية. حمى الله وطننا الحبيب وشعبنا الطيب وقيادتنا الحكيمة من كل سوء…!!


لخبر على موقع المصدر:“عمون نيوز”