شاعر الطفيلة .. يطوي اخر قوافي الشوق

تاركا المحافظة واهلها والصور الشعرية التي صاغها للعنصر والمنصورة وضانا والنقير وحد الدقيق وعفرا وقلعة المدينة العتيقة التي احبها منذ ان فتح عينيه على تلالها وزيتونها وارتوى من ينابيعها التي ادامت خضرة المكان رحل اليوم عارف المرايات عن ارث من المحبة َالعمل والاحترام.ببراعة الشعراء واخلاص وصدق الابناء ظل الشيخ عارف المرايات صوتا وقلبا وصدى لاوجاع المحافظة التي كانت عروبية تتاسى على واقع الامة وترتفع حرارتها مع كل خلجة او جرح يصيبها او كدمة تحدثها عثرات التخبط.الشيخ عارف المرايات يودع الطفيلة كما ودعها العشرات من رجالاتها الذين صاغوا صورتها ومجدها فكانوا مثل الجبال التي احاطت بها.في كل مرة يجتمع اهلنا لبحث امورهم يحضر عارف فيرسم بابياته اطار الحديث ويكثف لنا التاريخ والسجايا والقيم في عشرة ابيات من ملاحم شعره الذي ما ترك من المكان زاوية الا واحضرها وما ترك من الزمان لحظة جميلة….الا واستحضرها.لا زلت اذكر حضور الراحل الحسين العظيم الى الطفيلة في نهاية الثمانينات وافطار اول ايام العيد بمعية جلالته… يومها وقف عارف نيابة عنا جميعا ليخاطب الملك ويعبر عن كرم جلالته الذي كان يحضر الطعام معه اينما حل قائلا:-فانظر لنفسك رغم انك بيننا…. انت المضيف وشعبك الزوار.لله درك يا عارف… فاي بلاغة واي تصوير واي نعبير واي صدق….. في تلك اللحظة شعرت باهمية الشعر وعبقرية الشاعر الذي اختصر المشهد بعشر كلمات.اليوم نقص عودنا وترا ومجلسنا شيخا ومرتفعاتنا قمة من قممهاالشيخ عارف المرايات يلفظ اخر بيت في ملحمة حبه للطفيلة تاركا لنا ارثا من الحب والعمل والمواقف التي جعلت منه صوتا من اصواتها الجريئة الصادقة وصاحب بيتا من بيوتات الكرم…شاعر الطفيلة.. يطوي اخر قوافي الشوق…


لخبر على موقع المصدر:“عمون نيوز”